قَصَّةً قَصِيرَةً : الأجازة وَالرِّيفَ

مَكْتَبَةُ قُصَصِ الشاعر والكاتب الْمَسْرَحِيَّ عَلاءَ مَحْرُوسِ مَرَسِي
*****************
قَصَّةً قَصِيرَةً : الأجازة وَالرِّيفَ
*************************
فِي الرِّيفِ الْجَمِيلِ عَلَيِي أَرَضَّ الْكِنَانَةِ مِصْرَ الحبيبه طَارَ عَبْدِ الرحمن وَأَسْرَتْهُ الي عَمَّهُ فِي أَجَازَةٍ الْعَامَ الدِّراسِيَّ وَأَسْتَقْبِلُهُمْ الْعَمَّ مُحْسِنَ بِكُلَّ فرحَ وَسُرُورَ وَتَرْحَابَ لَهُمْ جميعا وَكَانَ عَبْدِ الرحمن فَرْحَانَ بأولاد عَمَّهُ مُحْسِنَ وَكَادَ يَطِيرُ مِنْ الْفَرَحِ مِنْ الْمُنَاظِرِ الَّذِي شَاهِدَهَا مِنْ نَافِذَةِ السياره عندما كَانَ فِي طَرِيقِهُ الي بَيْتَ عَمَهِ وَفِي الصّباحَ أَعَدْتُ زَوْجَةَ عَمَهِ الْفطارِ وَكَانَ عَبَّارَهُ عَنْ فَطِيرِ بَلَدِي بِالسَّمْنِ الْفِلاَحِيِ اللَّذِيذِ وَالْعَسَلِ النِّحَلِ والقشطة وَالْجُبْنَ الْقَدِيمَةَ وَالْقُرَيْشَ وَاللَّبَنَ الصابح الَّتِي أحترته زَوْجَةَ عَمَهِ وَبَعْدَ مَا تَنَاوَلُوا وَجْبَةَ الأفطار قَالَ الْعَمِّ لأولاده خَذُّوا عَبْدِ الرحمن وَفَرَّجُوهُ عَلَيِي الأرض وَالْمَاشِيَةَ والأشجار الطارحه مِنْ الخضروات والفاكهه والساقيه فَقَالُوا وَلَادَّ عَمَهُ حاضِرِ يا أَبِي وَبَعْدَ لَحْظَاتِ ذَهَّبُوا الي الأرض وَكَانَتْ الْمُنَاظِرُ الطَّبِيعِيَّةُ رَائِعَةً مِنْ حُقُولِ بِلادِنَا الْحَبيبَةَ الْغالِيَةَ مِصْرَ فَقَالَ عَبْدِ الرحمن لأولاد عَمَهُ تَعَالَوْا نُلْعِبُ لُعْبَةَ رَائِعِهُ دَائِمَا مَا أَلُعَبُهَا مِنْ أصدقائي فِي المدرسه فَقَالُوا وَلَادَّ عَمَهُ ياله نُلْعِبُهَا يا عَبْدِ الرحمن فَقَالَ لَهُمْ اللُّعْبَةَ عَبَّارَهُ عَنْ أَحُمَّالِ مِنْ أََيُّ نَوْعِ مِنْ أََيُّ شُيِّئَ مِثْلُ يُوجِدُ قِطَعُ مِنْ الأخشاب أَوْ مَجْمُوعَاتِ مِنْ طُوبِ الْبِنَاءِ حَيْثُ يُحَمِّلُ كُلَّ واحدَ عَدَدِ أَكبرَ مِنْ أََيُّ نَوْعِ والفائز أَنَّه مِنْ يُحَمِّلُ أَكْثَرُ حَمَّلَا مِنْ الآخر والفائز يَدِلُّ عَلَيِي قُوَّتَهُ والأقوي بَيْنَ الأفراد فِي أََيُّ مَجْمُوعَةٍ وَحِينَ ذَاكَ مِنْ حُقِّهُ أَنْ يَرْأَسَهُمْ وَلَا يَعَصُّوا لَهُمْ أَمَّرَا وَمِنْ حُقِّهُ أَنْ يَقْوَدَ مِنْ غلبِهُمْ وَيُعْطِي أَمرَّ لَمِنْ يُحِبُّ فَقَالُوا وَلَادَّ عَمَهُ مُحْسِنِ وياتري مَا سَوْفَ نُحَمِّلُهُ مِنْ تِلْكَ الارض فَقَالَ لَهُمْ عَبْدِ الرحمن سَوْفَ نَأْتِي مَثَّلَا بأقفاص مليئه بِأََيُّ ثِمارِ فواكهِ أوخضروات فَأَخَّذُوا أَوََلَادَّ عَمَهُ بأحضار مَجْمُوعَةٍ مِنْ أقفاص مليأه مِنْ ثِمارِ الْخِيَارِ الْمُجَهِّزِ لِلْبِيَعِ فَأَحْضَرَ عَبْدُ الرحمن عِشْرَةَ أقفاص مِنْهُمْ وَقَالَ لأولاد عَمَهُ كُلَّ واحدَ عَلَيه مِنْ حَمَلِهُ وَوَضْعَهُ الي ' الْجَانِبَ الْآخَر ' وَبِذَلِكَ يَكُونُ الشَّخْصُ الَّذِي يُحَمِّلُ تِلْكَ الأقفاص وَنقلَهُمْ لِلْجَانِبِ الأخر يَكُونُ فائزا فَنَظَرَ أَوََلَادَّ عَمَهُ متعجبين وَذَهَبَ الأول وَأُمِسُّكَ مِنْ أَوَّلَ السَّبْتَ وَبَدَأَ فِي رَفْعِ الْعُشُرَةِ وَلَمْ يُقَدِّرُ عَلَيِي الْحِمْلَ لِأَنَّه كَانَ ثَقِيلَا وَذَهَبَ أَبُنِّ عَمَهُ الأخر وَحِمْلَ مِثْلُ أَخِيه وَلَمْ يَعِدُ يُقَدِّرُ بِأَنْ يُحَمِّلُ مِثْلُ أَخِيه فَنَظَرَ الأخوات الي بَعْضُهُمْ الْبَعْضَ وَقَالُوا بِحِسِّ وَاحِدِ مين يُقَدِّرُ يُحَمِّلُ حَمَلُ كَثِيرِ مِثْلُ هَذَا الْحِمْلَ فَهُمْ عِشْرَةَ مِنْ أقفاص ثِمارِ الْخِيَارِ وَلَوْ كَانُوا أَثْنَيْنَ أَوْ ثَلاثَهُ كَنَّا حَمَّلْنَاهُمْ دُونَ تَعَبِ وَكَنَا فازنا نَحْنُ الأثنين .. وَكَانَتْ اللُّعَبَةُ قَدْ أنتهت بأحدي الفائز عَلَينَا فَقَالُوا وَأَنْتِ يا عَبْدُ الرحمن فَقَالَ لَهُمْ وَأَنَا مَاذَا فَقَالُوا لَهُ لاَبِدَ أَنْ تَحْمِلَ هَذِهِ الأقفاص مِثْلُنَا فَقَالَ عَبْدُ الرحمن هآآآآآآآ هآآآآآآآآآآآآآ لَقَدْ ظُنِنْتِ بِأَنَّكُمْ سَوْفَ تَقَوَّلُوا هَذَا الْكِلاَمَ يا أَوََلَادَّ عَمِيُّ فَأَنْ أَحِمْلَ ضِعْفِ هَذَا الْحَمَلِ وَأَكْثَرُ بَسْ للآسف الشَّدِيدَ الْوَقْتَ تَأَخَّرَ وَأَنَا أَشْتَدُّ عُلْيَا الْجُوَّعِ والعتش وَطَبَّعَا أَنَا الفائز مَشَّ قلتلكم مِنْ شَوِيِّهُ إيللي أَنَا بشيل الضِّعْفَ وَأُكْتَرَ بكتير بَسْ خَلاَصَ يُبْقِي أَنَا الفائز فَقَالُوا أَبَنَّاءَ عَمَهُ مُحْسِنِ وَهُمْ يَسْتَغْرِبُونَ مِنْ كَلاَمِ عَبْدُ الرحمن وَنَظَّرُوا اليه بأستغراب وَقَالُوا فِي حِسِّ وَاحِدِ جايز مُمْكِنَ يَعْنِي ؟!! وَذَهَّبُوا الي الْبَيْتَ وَأَحْضَرَتْ زَوْجَةُ عَمَهُ الْغِذَاءِ اللَّذِيذِ مِنْ طَوَاجِنِ وَفِرَاخَ وَرِزَّ مُعَمِّرِ مَدْسُوسِ بِاللَّبَنِ وَخَيِّرَ كَثِيرِ مِنْ رِيفِ بِلادِنَا الحبيبه مِصْرَ الغاليه وَبَعْدَ تَنَاوُلَ الغذر جَلَسُوا يُضْحِكُونَ وَيُشَاهِدُونَ النليفزيون وعندما أُتِيَ اللَّيْلُ وَبَعْدَ الْعِشَاءَ أَخَبَّرُوا وَلَادَّ عَمَهُ مَا حَدَثُ مِنْ أَبُنِّ عَمِّهُمْ وَقَصُوا عَلَيِي أَبِيهُمْ مَا حَدَثُ فَقَالَ أَبُوهُمْ عَمَّ عَبْدُ عَبْدُ الرحمن ناوا عَلَيه وَتَعَالَوْا مَعَه فَقَالُوا حاضِرِ يا أَبِي وَأَحْضَرُوا عَبْدُ الرحمن وأبناء عَبْدُ الرحمن فَقَالَ لَهُمْ أَجَلَسُوا قفالوا حاضِرِ يا أَبِي فَنَظَرَ الْعَمِّ مُحْسِنِ الي أَبُنِّ أَخِيه وَقَالَ يا عَبْدُ الرحمن أَوََلَادَّ عَمُّكَ قَصُوا مَا حَدَثُ وَقَالُوا بِأَنَّكِ أَنْتِ الفائز فَقَالَ نِعْمَ يا عَمِيُّ طَبَّعَا أَنَا الفائز وَكَنَتْ أَحِمْلَ أَكْثَرُ مِنْه بِكَثِيرِ فَقَالَ الْعَمِّ مُحْسِنِ لِأُبَنْهُ يا أَحَمْدَ فَقَالَ لَهُ نِعْمَ يا أَبِي فَقَالَ لَهُ تعالو جمبعا وَمَعَكُمْ لِأُبَنْ عَمَّكُمْ فَقَالَ لَهُ حاضِرِ يا أَبِي وعندما حَضَّرُوا جميعا نَظَرَ إِلَيهُمْ وَقَالَ لِأَحِدُ أبنائه أَحَضَرَ لِي طَبَقَ فَارِغِ وأعضر مَعَ الطَّبَقِ عَسَلَ أَبيضَ فَأَحْضَرَ الأبن الطَّبَقِ وَالْعَسَلِ فَأَخَذَ الطَّبَقِ الْعَمِّ مُحْسِنِ وَقَالَ هَذَا الطَّبَقِ يا أَوِلاَدِيِ فَارِغَا فَقَالُوا نِعْمَ هوكذالك فَقَامَ الْعَمِّ بِوَضْعِ بَعْضُ الْعَسَلِ الأبيض فِي الطَّبَقِ وَقَالَ مَا فِي هَذَا الطَّبَقِ يا أَوِلاَدِيِ فَقَالُوا جميعا عَسَلَ نِحَلِ أَبيضَ فَقَالَ الْعَمِّ مُحْسِنِ لِأُبَنْ اخيه أَحَضَرَ لِي بَعْضُ مِنْ تُرَابِ الْفُرْنِ يا عَبْدُ الرحمن فَقَامَ وَأَحْضَرَ بَعْضُ مِنْ تُرَابِ الْفُرْنِ فَقَالَ الْعَمِّ مُحْسِنِ تَذَوُّقِ هَذَا الْعَسَلِ يا أَبُنِّ أَخِي فَمَدَّ يَدِهُ وَأَخَذَ مِنْ الطَّبَقِ بأصبعه وَتَذَوُّقَهُ وَقَالَ يا عَمِيُّ هَذَا الْعَسَلِ لَذِيذَ فَقَالَ لَهُمْ جميعا هَذَا الطَّبَقِ مِنْ الْعَسَلِ طَعْمَهُ جَمِيلَ وَرَائِحَتَهُ زَكِيَّهُ وَمَذَاقَهُ رَائِعَ وَأَخَذَ بَعْدَ ذَلِكَ التُّرَابِ الَّذِي أَحَضَرَهُ عَبْدُ الرحمن وَأَسْكُبُهُ عَلَيِي طَبَقَ الْعَسَلِ وَقَالَ يا أَبُنِّ أَخِي فَقَالَ لَهُ نِعْمَ يا عَمِيُّ أُغَمِّسُ أَصْبَعُكَ فِي الطَّبَقِ وَتَذَوُّقَهُ فَنَظَّرُوا الجميع الي أَبَاهُمْ وَعَبْدَ الرحمن فِي أستغراب وَقَالَ ياعمي هَذَا الطَّبَقِ الَّذِي يُوجِدُ بِهِ الْعَسَلِ لايصلح لِلْطعامِ وَلَا حُتِّي يُصْلِحُ للأكل فَقَالَ لَهُ عَمَهُ وَبِتِلْكَ الفاعله الَّتِي فَعْلَتَهَا فِي الْعَسَلِ النِّحَلِ بِالتُّرَابِ مِثْلُ الرَّجِلَ الَّذِي يَتَكَلَّمُ بِمَا لايليق مِنْ أََيُّ كَلاَمِ يُخْرِجُ مِنْ أََيُّ أنسان لايستطيع أَنْ يَفْعَلَهُ وَيَدَّعِي غَيْرَه بِأَنْ يَفْعَلَهُ للأخرين فَأُدِرُّكَ عَبْدُ الرحمن بِأَنْ عَمَهُ أَرَادَ أَنْ يَعْلَمَهُ بِأَنْ الزكاء لَا يُقَاسُ بِأََيُّ فَعَلًّ أ وأكاذيب يَدَّعِيهَا أََيُّ أنسان حُتِّي وَلَوْ كَانَ هَزَارَا أَوْ لعبَ فَقَالَ عَبْدُ الرحمن أَنَا يا عَمِيُّ آآآسف عَلَيِي مَا بَدْرُ مِنِْي بُقولَي لأولاد عَمِيُّ ' فِي الْأَرْضِ ' حَوْلَ الْقُوَّةَ فَقَدْ تذاكيت عَلَيهُمْ وحينما تَحَدُّثَ اليك ياعمي فَقَدْ كَنَتْ لاأقول لَكَ الحقيقه وَأَدْرَكَتْ وَتَعَلَّمَتْ مِنْكِ عَمِيُّ مُحْسِنِ دَرَّسَا لَا أَنَسَاَهُ أَبَدًا فِي حَيَّاتِيِ وَمَعَ ذالك فَإِنَّ الأذكي مِنْ يَدَّعِي الأخرين يَقَعُوا بِمَا تَقْتَرِفُهُمْ أَيْدِيهُمْ وَقَدْ وَقِعَتْ فِي مأزق جعلني صَغِيرَا أَمَامَ أَعَيْنَ أَوََلَادَّ عَمِيُّ فَأَنَا نَادَمَا عَلَيِي فِعْلَتَي وَلَنْ أُقَرِّرُ هَذَا أَبَدًا فَضحكَ عَمَهُ وأولاد عَمَهُ وَعَبْدَ الرحمن وَكَانَتْ الضَّحِكَاتُ تُمُلِّئَ الْبَيْتُ وَكَادَتْ الْجُدْرَانُ تتضحك مَعَهُمْ وَهُمْ سعداءَ بِذَاكَ

............................................. تَمَّــــــــــــــــتْ ................................

تَحِيَّاتُي وَأَرِقُ أَمَنِّيَاتِي
الشَّاعِرَ وَالْكَاتِبَ الْمَسْرَحِيَّ
عَلاءَ مَحْرُوسِ مَرَسِي