الله ينتظرك عند المريض
يقول رب العزة سبحانه وتعالى في الحديث القدسي
يا ابن ادم مرضت فلم تعدني قال: يارب كيف أعودك وانت رب العالمين؟ قال: أما علمت أن عبدي فلانا مرض فلم تعده .
أما علمت انك لو عدته لوجدتنى عنده
شرح الحديث
أن الصحه هي من اثمن النعم, أما المرض فانه اقسى مايمكن ان يصاب به الانسان
لان الصحه هي التي تجعل الانسان يتمتع بنعم الحياة, أما المرض فيحرمه هذه النعمه
فلو فقد المؤمن نعمه العافيه فلا ييأس , فان الله تعالى يريده ان يعيش مع المنعم , لا مع النعمه التي فقدت منه
والمرض ضر وشده تتنزل بالانسان , ولكنه يجعله احسن مايكون ذكرا لله وتسبيحا له
وقد علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك حينما قال : (( اللهم إليك أشكو ضعف قوتى , وقلة حيلتى , وهوانى على الناس, يا أرحم الراحمين , انت رب المستضعفين وأنت ربي , الى من تكلنى؟ الى بعيد يتجهمنى
أم الى عدو ملكته أمري..ان لم يكن بك على غضب فلا أبالي , ولكن عافيتك هي اوسع لى أعوذ بنور وجهك
الذي اشرقت له الظلمات , وصلح عليه امر الدنيا والاخرة من أن تنزل بي غضبك
او يحل علي سخطك , لك العتبى حتى ترضى ولا حول ولاقوة الا بك ))
والحق سبحانه يقول في الحديث القدسي (( انا اهل ان أتقى فلا يجعل معى اله, فمن اتقى أن يجعل معى الها كان أهلا ان اغفر له))
ان المؤمنين أهل الابتلاء من الله لماذا؟ لان الابتلاء منه نعمه
الرضا بقضاء الله يجعل العبد في معية الله وفي كنفه
والمؤمن يعلم ان النعمه لها واجب وان جائت شكر الله عليها وان سلبت منه فهو يعلم ان الحق سبحانه وتعالى
قد سلبها لحكمه
هذا شان المؤمن وقد قال رسول الله (( عجبا لامر المؤمن , ان امره كله خير وليس ذاك لاحد الا المؤمن , ان اصابته سراء شكر فكان خيرا له وان اصابته ضراء صبر فكان خيرا له))